شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك.    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف
فتاوى وأحكام في نبي الله عيسى عليه السلام
37620 مشاهدة
وصف الإسلام لنبي الله عيسى عليه السلام

[س 21]: كيف وصف الإسلام نبي الله عيسى -عليه السلام- ومعجزاته؟
الجواب: لقد ذكر الله تعالى كيف حملت به أمه من غير زوج بقوله: فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا بعد ما قال لها الملك: إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا وهذه صفة مدح وثناء؛ حيث زكاه قبل أن تعلق به أمه، ثم لما ولدته أمه ناداها وهو في المهد، أو قبل أن يمهد بقوله: أَلَّا تَحْزَنِي إلى قوله: فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا ثم حكى عنه لما أتت به قومها تحمله أنه تكلم بقوله: إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ إلخ، فوصف نفسه بالعبودية، وأن الله آتاه الكتاب وهو الإنجيل، وجعله من الأنبياء، وأنه جعله مباركا أينما كان، وأوصاه بالصلاة والزكاة وبر والدته، وجنبه صفة الجبروت والشقاء، وسلم عليه وقت الولادة والموت وبعد البعث.
وقد ذكر الله تعالى أنه أعطاه الآيات البينات والمعجزات الباهرات التي تؤيد صدقه، وأنه مرسل من ربه، فذكر أنه يخلق من الطين طيرا بإذن الله، يطير حتى إذا غاب عن الأعين سقط ميتا، ليعلم الفرق بين خلق الله وخلق عبده، ثم ذكر أنه يبرئ الأكمه الذي ولد أعمى، ويبرئ الأبرص الذي في جلده بياض يصعب علاجه، وأنه يحيي الموتى بإذن الله، وأنه يخبرهم ببعض ما يخفونه في بيوتهم مما يأكلونه أو يدخرونه، وأنه يصدق التوراة التي أنزلت على موسى، وقد أحل لهم بعض ما حرم عليهم، وأنه أيده -تعالى- بروح القدس وحماه عن كيد اليهود، ورفعه إليه، وذكر في الحديث أنه في السماء، وسوف ينزل في آخر الدنيا، ويحكم بشريعة محمد -صلى الله عليه وسلم- إلا أنه يضع الجزية، فلا يقبل إلا الإسلام ونحو ذلك مما أخبر الله عنه، كما وصفه بأنه روح من الأرواح التي خلقها، وأنه كلمته التي ألقاها إلى مريم، وأن مثله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له: كن، فكان، والله أعلم.